تعريف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي
* تعريف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي:
هو ذلك الشخص المهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم مهنة الخدمة الاجتماعية وعلى أساس فلسفتها ملتزم بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية، هادف إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل.
وهذا الأخصائي الاجتماعي تنطبق علية كافة الشروط الواجب توافرها في الأخصائي الاجتماعي عامة، من شروط جسمانية وانفعالية، وعقلية، بالإضافة إلى ضرورة تزويدها بالمعلومات التخصصية بالنسبة للتربية والتعليم ليكون واعيا بالإطار الذي يعمل من خلاله لكي يوظف نفسه ومعلوماته الفنية لتحقيق الأهداف التعليمية للمجتمع خلال مساعدته .للأفراد والجماعات المدرسية
*الخدمة الاجتماعية هـــي :
العمل الاجتماعي هو أحد فروع العلوم الاجتماعية التي تتضمن تطبيق النظرية الاجتماعية ومناهج البحث الاجتماعي بهدف دراسة حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات وتحسينها. وانطلاقًا من ذلك، فإنه يمكن القول إن العمل الاجتماعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بباقي فروع العلوم الاجتماعية الأخرى ويتحد معها كوسيلة لتحسين الظروف والاحوال الانسانية)الحالة الإنسانية) وكذلك من أجل العمل على تغيير استجابة المجتمع للمشكلات المزمنة التي تواجهه ومدى تعامله معها بصورة إيجابية. يعتبر العمل الاجتماعي مهنة تهدف إلى السعي وراء إقرار العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف الحياتية ودعم كافة السبل والإمكانات التي توفر الرفاهية والرخاء لكل فرد وعائلة وجماعة في المجتمع. كما أنه يسعى جاهدًا في الوقت نفسه إلى التعامل مع القضايا الاجتماعية والتوصل لحلول بشأنها وذلك على كافة مستويات المجتمع، هذا إلى جانب العمل على تطوير الوضع الاقتصادي للمجتمع ككل ولا سيما بين الفقراء والمرضى. يهتم الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي "الإخصائيون الاجتماعيون" بتحديد المشكلات الاجتماعية ومعرفة أسبابها وحلولها ومدى تأثيراتها على أفراد المجتمع. كما أنهم يتعاملون مع الافراد و الاسر والجماعات والمنظمات والمجتمعات.
من ناحية أخرى، يرتبط العمل الاجتماعي بالتاريخ الإنساني. على الرغم من أن العمل الاجتماعي كان سائدًا في المجتمعات الإنسانية منذ القدم، فإن بدايته باعتباره مهنة تركز على تحقيق أهداف محددة كانت في القرن التاسع عشر الميلادي. وكان ظهورها استجابة للمشكلات الاجتماعية التي نتجت عن الثورة الصناعية وما ترتب عليها من زيادة الاهتمام بتطبيق النظرية العلمية على جميع جوانب الدراسة المختلفة. وفي النهاية، زاد عدد المؤسسات التعليمية التي بدأت في تقديم برامج للعمل الاجتماعي. إن تركيز حركة الإصلاح الاجتماعي على بحث الحالات ودراستها أصبح جزءًا من ممارسة العمل الاجتماعي. في أثناء القرن العشرين، بدأت مهنة العمل الاجتماعي تعتمد بشكل أكبر على البحث والممارسة العملية القائمة على مناهج البحث والتجربة كما أنها حاولت تحسين مدى كفاءة وجودة العمل الاجتماعي الذي يتم تقديمه. أما الآن، أصبح العاملون في مجال العمل الاجتماعي يشتغلون بالعديد من المهن والوظائف المختلفة في أماكن عديدة. وعلى وجه العموم، يعد الإخصائيون الاجتماعيون الذين يمارسون العمل الاجتماعي باعتباره مهنة هم هؤلاء الأفراد الذين يحملون شهادة مؤهل في مجال الخدمة الاجتماعية وغالبًا ما يكونون أيضًا قد حصلوا على تصريح بمزاولة هذه المهنة أو تم تسجيلهم بها رسميًا. ومن الجدير بالذكر أنه قد انضم العديد من الإخصائيين الاجتماعيين إلى الجهات المهنية والمحلية والقومية والدولية من أجل دعم أهداف مهنة العمل الاجتماعي التي يعملون بها.
.
*دور الاخصائي الاجتماعي:
*سمات الأخصائي الاجتماعي:
مع أن لكل إنسان صفاته وسماته الخاصة إلا أن هناك سمات مشتركه تجمع بين الأخصائيين الاجتماعيين ولقد أجريت عدة دراسات لتحديد الصفات التي يجب أن تتوفر في الأخصائي الاجتماعي من أهمها دراسة ( بيلي )تم التوصل فيها إلى أن الأخصائي الاجتماعي يجب أن يتصف بصفات العاملين بالجال التربوي والتي تتمثل في الإخلاص والعداله والثقافة الإجتماعيه والصحة الجسمية والنفسيه وغيرها بالاضافه إلى الثبات الانفعالي والقدرة على التعامل مع الآخرين واتساع معلوماتهم وميولهم والقدرة على التقويم واتخاذ القرار، ولكي يستطيع الأخصائي الاجتماعي أداء دوره بنجاح يجب أن يتحلى ببعض السمات نوجزها فيما يلي:
أ ــ الأمانة:
الأمانه صفة هامة أخلاقية أساسيه ينبغي أن تتوافر في الأخصائي الاجتماعي، والأمانة تقتضي من الأخصائي الاجتماعي أن يحافظ على أسرار الطالب وأن يقدم له المعلومات الصحيحة لكل المواقف التي يحتاج فيها إلى هذه المعلومات لتصحيح موقف أو حل مشكلة وأن يسعى للحصول على هذه المعلومات من مصادرها الصحيحه.
ب ــ الأصالة:
عندما يكون الأخصائي الاجتماعي أصيلا صادقا أمينا في تعامله مع الآخرين فانه سيكون متطابقا مع نفسه ،وهنا تزداد ثقة الطلاب فيه أما إذا كانت أقواله غير مطابقة لأفعاله فعندها تنعدم الثقه المتبادلة بينه وبين الطالب،مثل قيام بعض الأخصائيين الاجتماعيين بإعداد برنامج إرشادي حول الآثار السلبية للتدخين أو حول عادات أخرى سلبية ثم يفاجأ الطلاب برؤية الأخصائي الاجتماعي وهو يدخن مما يؤدي إلى حدوث صراع لديهم وفقدان الثقه بالأخصائي الاجتماعي.
ج ــ المرونة:
الأخصائي الاجتماعي المرن هو الذي لا يكون جامدا في عمله فهو يتعامل مع طلاب بينهم العديد من الفروق الفرديه والعديد من المشكلات المتنوعة وبالتالي إذا اقتصر عمله على أسلوب واحد أو طريقه واحده يطبقها مع جميع الطلاب ومع كافة المشكلات فانه سوف يقوم باختيار الحالات التي تناسب أسلوبه أما إذا كان مرنا في تعامله فإنه سيحاول البحث عن الأساليب والطرق التي تتناسب مع الطلاب ومشكلاتهم ويراعي ظروف كل حاله على حدة.
د ــ الإخلاص:
يجب أن يتصف الأخصائي الاجتماعي بالإخلاص في العمل ، والإخلاص في عمله يقتضي منه أن يقبل على عمله برغبة ورضا في تقديم المساعده للطلاب فهو كلما ساعد طالب وخفف عنه ما يعاني من آلام نفسيه أو ما يواجهه من مشكلات أيا كان نوعها فانه إنما يعمل ذلك برضا وعن طيب نفس متخليا عن رغباته وطموحاته الشخصيه فالأخصائي الاجتماعي المخلص يسعى إلى زيادة معارفه العلمية والى صقل مهاراته العملية ، فهو دءوب على الإطلاع على كل جديد في المصادر العلمية المتصلة بعمله.
ه ــ الوعي بالذات:
الأخصائي الاجتماعي الواعي بذاته هو القادر على التعرف على نفسه والاتصال بها ومراجعة أفكاره ومشاعره وسلوكياته الشخصيه ليعمل على تصحيحها أولا بأول ،وكذلك التعرف على نقاط القوه والضعف لديه وهو يهتم بنموه الشخصي بنفس القدر الذي يهتم به بمعرفة أي الطرق الإرشادية التي تناسب هذا الطالب أو غيره من الطلاب .
و ــ سمات أخرى:
- الصبر والتسامح : أي القدرة على تحمل ومقاومة المواقف الصعبة و الغامضة وتقبل الأخطاء العفوية من الطالب ويؤدي ذلك إلى استثارة الطالب وتجاوبه معه مما يؤدي إلى نجاح العملية الارشاديه.
- الجرأة:و يقصد بها الإقدام والشجاعة فالأخصائي الاجتماعي بحاجه للجرأة في عمله داخل المقابله الارشاديه ليواجه الطالب في بعض الأحيان بعيوبه وما صدر عنه من أخطاء.
- تنظيم الوقت : من خلال الموازنة في توزيعه بين الا نشطه المختلفة حسب أهميتها وتتطلب عملية تنظيم الوقت من الأخصائي الاجتماعي أن يكون لديه مفكره بالمواعيد حتى لا تتداخل مع بعضها البعض ، وأن يراعي مواعيده مع الطلاب أولا .
- تحمل المسؤليه: ويقصد بها أن يعرف الأخصائي الاجتماعي ما له وما عليه من حقوق وواجبات ومسئوليات ويعرف الحدود بين حقوقه وحقوق الآخرين ويعرف حدود عمله ويتحمل المسئولية عما أوكل إليه من عمل.
ثانيا:سمات الأخصائي الاجتماعي الفعال:
يتميز الأخصائي الاجتماعي الفعال عن غيره من الأخصائيين الاجتماعيين بعدة سمات، وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد ذلك منها دراسة (الريحاني ، سليمان و الخطيب ،صالح ، 1985 ) التي أجريت على الأخصائيين الاجتماعيين في المملكة الاردنيه الهاشمية في المدارس الثانوية توصلا فيها إلى أن الأخصائي الاجتماعي يتميز عن غيره من الأخصائيين الاجتماعيين بالسمات ا لآتية وهي:
أنهم أكثر ودا ومشاركه واجتماعيون
أنهم أكثر ذكاءً وقدره عقليه عاليه.
أكثر ثباتا ونضجا من الناحية الانفعالية.
أكثر شجاعة ولديهم قدره على التفاعل الاجتماعي السوي.
أكثر استقلالا ويفضلون قراراتهم الشخصيه.
كما أكدت الدراسه التي قام بها (كازنونيدت) على الأخصائيين الاجتماعيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الامريكيه أن هناك سمات شخصيه تتوافر في الأخصائي الاجتماعي الفعال وهي:
الذكاء والقدرة على الابتكار والإبداع
. الدافعية الشخصيه
. يمتلك قيم السعادة والتفاؤل
. المشاركة الوجدانية
كما أكدت هذه الدراسه أن الأخصائي الاجتماعي غير الفعال يكون غير جاد في عمله و تفكيره آلي ليس فيه إبداع أو تغيير ،وغير قادر على فهم وتقبل الطالب ،وصوته مرتفع عند المناقشة كما أنه غير متجدد في عمله حيث أنه لا يملك دافعية التغير والتقدم .
وفيما يلي أهم سمات الأخصائي الاجتماعي الفعال:
لديه استعداد للتغيير والمرونة بدلا من الثبات والجمود.
لديه قدره على فهم دوافع الطالب.
لديه قدره على تفسير السلوك المشكل.
لديه قدره على إقامة علاقة جيده مع الطالب.
يخطط لنجاح عمله.
يقيم علاقات ودية مع جميع أطراف العملية التربويه.
يوثق العلاقة بين البيت والمدرسه.
يقيم عمله باستمرار.
يتقبل النقد من الآخرين.
يحترم أخلاقيات العمل الإرشادي.
يوثق عمله ويسجل استفساراته.
يطلب المساعده من الآخرين إذا لزم الأمر لذلك.
يتقبل التغذية الراجعة من الآخرين.
-يساعد الطلبه على تحقيق أقصى قدر ممكن من أهدافهم.
يتحلى بالأخلاق الاسلاميه في تعامله مع الطلاب وان يكون قدوة حسنة لهم.
يجب أن يكون بشوش الوجه حليما حسن الخلق والمظهر.
لديه قدره على الاتصال والتواصل.
ثالثا:الكفايات الضرورية التي يجب أن يتميز بها الأخصائي الاجتماعي الفعال:
المقصود بالكفاية هي ما يصبح الفرد قادرا على ادائه بعد تأهيله والإنسان الكفء هو من يمتلك مهارة ما وثقه بالنفس ، تمنحه القدرة على المبادرة وكل كفاية تتألف من معرفه وسلوك وقدره على توظيف المعرفة.
أنا أخصائي اجتماعي:
متعاون
|
كريم
|
متعاطف
|
صبور
|
ودود
|
أمين
|
مخلص
|
أساعد الآخرين
|
أهل للثقة
|
مبادر
|
أحب العمل مع الفريق
|
متسامح
|
متجدد التفكير
|
حسن الخلق والمظهر
|
محترم
|
أصيل
|
يعتمد علي
|
أتقبل النقد
|
اجتماعي
|
ذو قدره عقليه عالية
|
مبدع ومبتكر
|
المؤهلات:*
على وجه العموم، فالأخصائيون الاجتماعيون الذين يمارسون العمل الاجتماعي باعتباره مهنة هم هؤلاء الأفراد الذين يحملون شهادة مؤهل بالخدمة الاجتماعية. وفي الغالب، يجب أن يحصل هؤلاء الإخصائيون الاجتماعيون على تصريح يجيز لهم مزاولة العمل بهذا المجال أو أن يتم تسجيلهم رسميًا باعتبار أنهم يزاولون هذه المهنة بالفعل. في معظم دول العالم الغربي، يبدأ الإخصائيون الاجتماعيون مزاولة العمل الاجتماعي بمجرد حصولهم على شهادة بكالوريوس الخدمة الاجتماعية (بكالوريوس الآداب أو بكالوريوس العلوم أو بكالوريوس الخدمة الاجتماعية). كما تمنح أيضًا بعض الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، درجات علمية لطلبة الدراسات العليا مثل درجة الماجستير (ماجستير في الآداب أو في العلوم أو في الخدمة الاجتماعية)أو درجة الدكتوراه (دكتوراه في الفلسفة أو دكتوراه في الخدمة الاجتماعية).
في المملكة المتحدة، غالبًا ما يُطلَق لفظ إخصائيي الخدمات الاجتماعية أو إخصائيي الرعاية الاجتماعية على هؤلاء الأفراد الذين لم يتم تسجيلهم مهنيًا وغالبًا هم الذين لا يحملون أي مؤهل رسمي بالخدمة الاجتماعية. في إنجلترا، لا بد من أن يتم تسجيل الفرد الذي يرغب في الالتحاق بمجال العمل الاجتماعي في المجلس العام للرعاية الاجتماعية حتى يتمكن من ممارسة مهنة العمل الاجتماعي قانونًا ويطلق عليه اسم "الإخصائي الاجتماعي". وجاء ذلك عقب إصدار قانون معايير الرعاية لعام 2000 الذي ينص على الإجراءات اللازمة لحماية التسجيل في إنجلترا منذ أبريل عام 2005.ووفقًا لقطاع الصحة العقلية في المملكة المتحدة، فمنذ نوفمبر عام 2008، فإنه من الممكن أن يتم منح أي مؤهل آخر؛ ألا وهو مؤهل إخصائي الصحة العقلية المعتمد (Approved Mental Health Professional). لقد تمت الاستعاضة عن مؤهل الإخصائي الاجتماعي المعتمد بمؤهل إخصائي الصحة العقلية المعتمد وأصبح ذلك جزءًا من الإصلاح الذي تم بموجبقانون الصحة العقلية لعام 2007. وهذا يُمكِّن الإخصائي من تقييم الحالة وعمل تقرير لها يقوم بتقديمه إلى المستشفى لكي يتم قبولها طبقًا لقانون الصحة العقلية لعام 1983.وحيث أنه كان يجوز للإخصائي الاجتماعي المؤهَل فحسب أن يصبح إخصائيًا اجتماعيًا معتمدًا، فإن الأفراد العاملون بمهن أخرى ترتبط بتقديم خدمة للفرد مثل التمريض أو العلاج المهني يمكنهم أيضًا بدء تلقي التدريب الإضافي اللازم لتأهيلهم ليكونوا من إخصائي الصحة العقلية المعتمدين .وهكذا يبدو عالم العمل الاجتماعي ممتعًا وساطعًا بالنسبة للعديد من الدارسين الواعدين في جميع مستويات التعليم ومراحله المختلفة.
في عدد من الدول، فإنه وفقًا للقوانين يتعين أن يتم تسجيل الأفراد العاملين بمجال العمل الاجتماعي كإخصائيين اجتماعيين أو منحهم تصريح بمزاولة المهنة كما يتعين عليهم أن يكونوا من حملة المؤهلات الرسمية. وفي دول أخرى، يضع اتحاد المهنيين شروطًا خاصة بمستوى التعليم والخبرة كأساس لقبول العضوية فيها. وبعد أن تُوجت جهود هذه الاتحادات المهنية بالنجاح، فقد اتضح من خلال ذلك أن أدرك أرباب العمل مدى أهمية هذه الشروط التي وضعتها من قبل من أجل الحصول على وظيفة.
إسهامات الإخصائي الاجتماعي في العمل الاجتماعي: *
يوجد ثلاثة أنواع أو مستويات عامة تتعلق بطبيعة الممارسة العامة للعمل الاجتماعي سنوردها فيما يلي. يتمثل المستوى الأول في مستوى الوحدات الكبرى للممارسة العامة للعمل الاجتماعي حيث يتضمن التعامل من منظور شامل مع المجتمع أو المجتمعات ككل. ويشتمل هذا المستوى الذي نحن بصدده على وضع السياسة الاجتماعية التي تهدف إلى الدفاع عن الحقوق على المستوى القومي أو الدولي. أما المستوى الثاني، فيوصف بأنه مستوى الوحدات المتوسطة للممارسة العامة في العمل الاجتماعي. ويتضمن هذا المستوى العمل مع الهيئات والمنظمات الصغيرة والجماعات الأخرى الصغيرة. ويشمل هذا المستوى من الممارسة العامة وضع السياسات في إطار هيئة ما مختصة بالعمل الاجتماعي وتقديم الخدمات الاجتماعية أو تطوير وتفعيل البرامج الخاصة بأحد المجتمعات المجاورة. أما المستوى الثالث والأخير فهو مستوى الوحدات الصغرى للممارسة العامة والذي يتضمن تقديم الخدمات للأفراد والعائلات.
هناك العديد من الأنشطة التي تتم ممارستها على نطاق واسع، ومن أهمها الأنشطة الممثلة للعمل الاجتماعي، حيث يعمل الإخصائيون الاجتماعيون مع أنساق متعددة في معظم البيئات المختلفة. وعلى وجه العموم، فإن الإخصائيين الاجتماعيين الذين يزاولون عملهم في مجال الممارسة الإكلينيكية أو المباشرة للخدمة الاجتماعية يعملون وفقًا لمستوى الوحدات الصغرى للعمل الاجتماعي. أما الإخصائيون الاجتماعيون الذين يعملون في مجال الممارسة العامة، فإنهم بذلك يعملون وفقًا لمستوى الوحدات المتوسطة أو الكبرى للعمل الاجتماعي. ونورد فيما يلي القوائم التي توضح تفصيلاً عددًا من أنواع الوظائف التي قد يعمل بها الإخصائيون الاجتماعيون.
*مهارات الأخصائي الاجتماعي:
- تعريف مهارة الأخصائي الاجتماعي :
-القدرة على تطبيق المعلومات النظرية بفاعلية بمعنى القدرة على اختيار المعلومات و المصادر المناسبة للموقف المهني .
-قدرة الأخصائي الاجتماعي في العمل و استخدام الخبرات المهنية المتراكمة كبداية لتحقيق عملية التأثر الاجتماعي بكفاءة ومساعدة وحدات العمل بفاعلية.
-تشير إلى الممارسة التي تعتمد على الاستعداد و الخبرة و العلم ، فالمهارة فن يرتبط بقدرة الشخص المهني على أداء نشاط معين يتصل بما درسه من وسائل و أساليب من أجل تحقيق هذا النشاط وإضافة إلى قدرته على التحليل المنظم لهذه القدرات و الاستفادة منها في الواقع .
أولا: الدراسة:
تعتبر الدراسة من الأساليب الرئيسية للخدمة الاجتماعية ، وهي تعني عملية جمع حقائق ومعلومات عن المواقف ووحدات العمل ، علما بان المر لا يقف عند حد جمع المعلومات فهي ليست هدفا في حد ذاته وإنما هذه المعلومات تهدف وضع كل من الممارس المهني ووحدة العمل على علاقة إيجابية بحقائق الموقف .
ويمارس الأخصائي الاجتماعي عملية الدراسة مع مختلف الوحدات وفي مختلف المواقف وتتمثل مهارة الأخصائي الاجتماعي في عملية الدراسة فيما يلي :
1- مناطق الدراسة :
هي البيانات النوعية الانتقائية التي تحددها طبيعة المشكلة ووظيفة المؤسسة .
- طبيعة المشكلة : تعتبر المشكلة التي يتعامل معها الأخصائي الاجتماعي من أهم المحاكات التي تحدد مناطق الدراسة فمثلا المناطق التي تركز عليها المشكلة الاقتصادية تختلف عن مشكلة التبول اللاإرادي.
- المشكلة الاقتصادية : يركز الأخصائي على معلومات مثل البيانات الأولية و التكوين الأسري و معلومات متعلقة بالبيئة كالحي و السكن وعدد الحجرات و أساس المنزل و الإمكانيات المادية و البشرية داخل الأسرة و الدخل وأوجه الصرف في ميزانية الأسرة و الأقارب الملزمون بالنفقة شرعا و الجهود المبذولة السابقة التي بذلتها الأسرة لتغلب على المشكلة .
-المشكلة الأسرية : يركز الأخصائي الاجتماعي على شخصية الزوجين وطبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة ونشأة المشكلة وتطورها و الدخل وتدخل الأهل و الأقارب.
أما المشكلات التي فيها اضطراب في الشخصية مثل التبول اللاإرادي فيهتم بدراسة شخصية الطفل من الناحية الجسمية و الصحية و أسلوب معاملة الوالدين ومواقف الإحباط التي تعرض لها و التاريخ التطوري و التكوين الأسري والعلاقات بينه وبين المدرسين وبقية الأفراد داخل المؤسسة .
وهناك مجموعة من النقاط المشتركة ، بين جميع الحالات بغض النظر عن طبيعة المشكلة أو وظيفة المؤسسة التي تنتمي إليها الحالة .
2- المقابلة:
تحتل المقابلة مكانة متميزة في العمل المهني للخدمة الاجتماعية بصفة عامة وفي العديد من المهن و التخصصات الإنسانية الأخرى .
إذ أن المقابلة بصفة عامة هي اجتماع شخصين أو أكثر وجها لوجه للمداولة في موضوع مهم ، أم المقابلة في خدمة الفرد فهي لقاء مهني هادف بين الأخصائي الاجتماعي و العميل ، أو بين الأخصائي الاجتماعي أو أحد الأفراد المرتبطين بموضوع العميل أو مشكلته لمناقشة موضوعات تتعلق بهذه المشكلة في مكان ملائم يتصل بموضوع المشكلة و الحصول على المعلومات التي تفي بالغرض الدراسي كما أنه يستخدمها الأخصائي الاجتماعي خلال التشخيص الذي على أساسه توضع خطة العلاج .
فالمقابلة أصبحت فن يعتمد على الاستعداد و العلم و المهارة وهذه الأسس هي التي تجعل منها أسلوبا يحقق الهدف منها فالمقابلة في الميادين المختلفة لها صيغة خاصة ، فقد تهدف إلى كسب نوع من الصداقة أو كسب مادي ولكن المقابلة في خدمة الفرد تختلف عنها في الفنون و المهن الأخرى ، فهي وسيلة لفهم شخصية العميل و العوامل و الأسباب التي أدت إلى حدوث الموقف تمهيدا لمساعدة العميل على التخلص من مشكلته وتحسين أدائه الوظيفي الاجتماعي .
أهداف المقابلة :
يمكن إيجاز دور الأخصائي الاجتماعي في تحقيق أهداف المقابلة المهنية فيما يلي :
1. تعتبر المقابلة الأسلوب المهني الذي يشعر العميل باهتمام الأخصائي الاجتماعي والاهتمام عليه .
2. عن طريقها يعطي الأخصائي عميله الفرصة للاستماع إلى مشكلته وجوانبها المختلفة .
3. تساهم المقابلة في دراسة سمات شخصية العميل وانفعالاته والتعرف على الدور الذي لعبته شخصية العميل في المشكلة .
4. عن طريق المقابلة ، يتم معرفة حاجات العمل و تتحدد الخدمات اللازمة لحل مشكلته وعلاجها .
5. يتم الحصول على المعلومات التي تعيننا على فهم الموقف و مناقشة الطرق الممكنة للأسباب استحقاقه لخدمات المؤسسة .
6. تفيد في الحصول على حقائق دراسية معينة من مصادرها الأساسية و السعي إلى ذو الخبرة و التخصص للتزود ببعض الآراء التي تتعلق بموقف العميل .
7. عن طريق المقابلة يتم تكوين علاقة مهنية أساسها الثقة و التفاهم وتقوم بدورها أساسا لما يتبع من الصلة مابين الأخصائي و العميل وتتكون العلاقة المهنية عن طريق المقابلة لأنها لا تنمو إلا بتطبيق مفاهيم خدمة الفرد وهذه المفاهيم بدورها لا يمكن تطبيقها إلا في إطار المقابلة .
8.إعطاء العميل الفرصة للتعبير عن مشاعره السلبية وإزالة مخاوفه فهي تمثل جانب علاجي في خدمة الفرد.
9. المقابلة هي الوسط التي تتم فيه العمليات التأثيرية المختلفة التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي اتجاه العميل .
10. لابد أن يراعي الأخصائي الاجتماعي أثناء المقابلة أن يكون زمنها مناسب لأهدافها ويراعي ظروف ووحدة العمل الخاصة وعليه أن يلتزم بالسرية أثناء المقابلة ويوفر له قدر من الخصوصية كما أنه لابد من استخدام المهارات المتعددة كمهارة الملاحظة العلمية و الاستماع و الإنصات و الأسئلة و التعليقات .
الإجراءات التنظيمية للمقابلة :
ترتبط المقابلة ببعض القواعد و الإجراءات لنجاح المقابلة :
1. 1. تحديد موعد المقابلة .
2. 2. تحديد مكان المقابلة.
3. 3. استعداد الأخصائي للمقابلة .
4. 4
تسجيل المقابلة .
تسجيل المقابلة .
5. نقد الأخصائي الاجتماعي لذاته .
6. زمن المقابلة .
المقابلة في خدمة الفرد :
تمثل المقابلة في خدمة الفرد أداة رئيسية للعمل المهني في عملياتها ، وقد يستخدم الأخصائي الاجتماعي وسائل أخرى مساعدة كالزيارة المنزلية او الاتصالات التليفونية او المكاتبات و المراسلات ، كذلك لا تقتصر المقابلة على الدراسة ، إنما تمتد على خطوات العمل المهني ، إذا من خلالها يتم تطبيق مبادئ ومهارات خدمة الفرد ودراسة الموقف و التشخيص ، بل و العلاج و التأثير .
تعد المقابلة وسيلة هامة في خدمة الفرد لتعليم العميل و التأثير فيه وهي لازمة ومستمرة منذ لحظة الاتصال بين الأخصائي الاجتماعي و العميل حتى نهاية عملية المساعدة . وقد تتم في البيئة الطبيعية وتسمى الزيارة المنزلية أو بيئية ويتوقف ذلك على طبيعة العمل وشروط المؤسسة . كما لا ننسى أنها تمثل وسيلة لبداية العمل المهني وأيضا لإنهاء العمل المهني سواء في المؤسسة أو من خلال عمليات المتابعة في البيئة الطبيعية .
ويختلف عدد وأنواع المقابلات مع الحالات باختلاف نوعية المشكلة وطبيعة العمل ، وشروط المؤسسة . وفي إثناءها يستلزم على الأخصائي الاجتماعي القيام بالعديد من المهارات الفرعية كالاستماع و الأسئلة و التعليقات و احترام لحظات الصمت وتوجيه المقابلة .. الخ
المقابلة في خدمة الجماعة :
وتمثل المقابلة في خدمة الجماعة مكانة متميزة أيضا وذلك من خلال أن المقابلة وسيلة هامة للانضمام الأعضاء الجدد للجماعة وكذلك عقد اللقاء و المقابلة معهم ، للتعرف على البيانات المعلومات الهامة المتعلقة بارتباطهم للجماعة لتحقيق مبدأ تكوين الجماعة ، ويقوم الأخصائي الاجتماعي بمساعدتهم على اختيار الجماعة التي تريد الانضمام إليها ، حيث أن الأخصائي الاجتماعي يستخدم المقابلة في خدمة الجماعة مع الأفراد الذين يتولون المسؤولية القيادية داخلها وذلك بهدف مساعدتهم على أدائهم القيادي كما أن الأخصائي الاجتماعي يساعد الأفراد الذين يلقون صعوبة في التعرف على دورهم داخل الجماعة و الذين يعانون من سوء التوافق و التكيف مع بعضهم البعض ، كما أن الأخصائي الاجتماعي يستخدمها مع الأفراد الذين يحتاجون مساعدة من البيئة الخارجية .
كذلك لا تنسى أن الأخصائي الاجتماعي يستخدمها لدراسة وملاحظة السلوكيات التي تحدث مع الأفراد داخل الجماعة ، كذلك في تطبيق بعض المقاييس . حيث أن مهارة المقابلة تعد من المهارات الأساسية للأخصائي خدمة الجماعة على تحقيق وظائفه وأهداف التي تتعلق ليس بالعمل مع الجماعة إنما العمل مع بعض الأفراد في إطار خدمة الجماعة .
المقابلة في تنظيم المجتمع :
المقابلة في تنظيم المجتمع تمثل مكانة هامة للأخصائي فإنها تمثل أداة أساسية من خلال استخدم أخصائي تنظيم المجتمع المقابلة المهنية الفردية و الجماعية في عمليات التنسيق المختلفة حيث أن مهارة التنسيق ذاته ترتبط بالمهارة في أجراء المقابلات المختلفة وذلك في تحديد الأهداف المشتركة وطرق تناولها .
ومن خلال نموذج التنمية و المشاركة ، فإن المقابلة تحتل أيضا مكانة متميزة للعمل المهني حيث لا غنى عنها للقيام ببعض التكتيكات الدافعة للمشاركة وحث المجتمع ، كما أنها وسيلة هامة في نموذج العمل الاجتماعي ويعتمد عليها أخصائي تنظيم المجتمع لمقابلة المستفيدين أو ذوي النفوذ ومتخذي القرار .
تعليقات
إرسال تعليق